الجمعة، 16 مارس 2012

Youtube والدائرة الجهنمية ... متلازمة الرغبة في الظهور


اشغر بالغثيان من كم الفيديوهات التي تسري امامي ليل نهار من الموقع اللعين يوتيوب ويتم تبادلها على الفيسبوك .
الاف الاشخاص يظهرون في فيديوهات ليقولو كلاما مكرارا سخيفا قديما ، نعرفه جميعا اما بالقراءة السابقة واما بالبديهة ، هم فقط يحاولون ان يظهرو كم هم متانقون واذكياء يشرحون لنا تلك البديهيات التافهه حاسبين انهم أتوا بما لم تات به الاوائل .
الطقوس واحده :
 ان تلبس افضل ما لديك وتجلس في اجمل  مكان في بيتك وتبعثر على الطاولة امامك بعض الكتب والاوراق لتوحي بانك عبقري ، تدير الكاميرا ثم تبدا في القئ علينا بنظرياتك المكررة او الفارغة و التي لا يهتم بها احد ، مع تشبيك يديك في وضعيه الواثق والتلويح بهما بافراط معتقدا انك بذلك تبدو مقنعا .
ثم تاتي الطامة الكبرى الاستطراد المريع تتحدث في موضوع لا ياخذ ابداء رايك فيه اكثر من 40 ثانيه ، ف (يضرب) منك الموضوع ويتحول الى فيديو ربع ساعه على الاقل ، حاسبا ان لا شئ اخر في حياتنا الا الانبهار بك وبعقليتك الفذه ، وتخرج من الموضوع الرئيسي الذي دخلنا الفيديو اساسا لنشاهده لتدخل في مواضيع اخرى هلامية لا علاقه لها بالموضوع  ، ولا تدل على شئ الا جهلك الفظيع بالخرائط الذهنية و تقنيات عرض الافكار ،او حتى مجرد المبادئ الاوليه في لاداب الحديث العادية ، حاسبا انه 
ب( رغيك ) هذا فانك تفتننا باستعراض عضلاتك  المعلوماتية الواهية في الحقيقة .

ثم تكمل الطقوس بعمل قناة خاصة على اليوتيوب تقئ فيها ابداعاتك .
ثم تاتي اهم نقطه خداعية وذكية في الموضوع تختار للفيديو اسم  وصورة يوحي بانه تقرير اخباري مهم عن الحدث ، او تصريح من احد اطراف القضية يكشف فيه حقيقة الموضوع  حتى يدلنا محرك البحث على الفيديو الخاص بك في حالة بحثنا عن مصدر مرئي للخبر ، وكذلك ليسهل نشره على الفيسبوك بكثافة ، وما ان نضغط على الفيديو حتى نجد طلتك البهية وانت تشبك اصابعك موحيا بالثقة ، فنعطيك بكل طيبه قلب الفرصه ونستمع الى سخافاتك طامعين ان يظهر الشخص المهم الذي سيقول الحقيقه ، لنفاجا بعد 5 دقائق من السخف ان المفاجاة التي ذكرتها انت انه لا يوجد احد غيرك في الفيديو.
هذه الحركة السخيفة انتجت ظاهره اغرب منها وهي تستحق الاهتمام فعلا ، ظاهره عمل شير للفيديو بدون ان تشاهده !!!
يحدث خبر مهم ، وفي ثواني تظهر عشرات الفيديوهات المنصوبة لنا كالفخاخ ، وتنتشر بسرعة مخيفة على الفيسبوك ، اقوم بفتح احدها فلا اجد اي شئ مفيد عن الخبر ، فاقوم بالتعليق في صفحة صديقي ناشر الفيديو بان الفيديو سخيف ولا علاقه له بالموضوع فافاجاء بانه لم يشاهد الفيديو وانما نشره فقط اعتمادا على اسم الملف والصورة الرمزيه الظاهرة عليه !!! الاكثر استفزازا وتاكيدا للظاهره هو انك تجد عشرات التعليقات المادحه في الفيديو وعشرات الاعجابات من اناس لم يشاهدوا الملف !!!!
هنا تكتمل حلقة الخديعة الجهنمية ، صاحب الفيديو المفتون بنفسه الى درجة الوله ، يجد الاف المشاهدات - الزائفة في الحقيقة - فيجن فرحا ويشكر الله على ان استجاب لدعاء الست الوالدة ان يفتح له الابواب المغلقه ، وينطلق فورا الى ذلك الركن في الشقة متانقا ومشبكا يدية ويبدا في شرح وجهه نظره السخيفة في حدث اخر ، ثم يختار ذلك الاسم العبقري الذي يشد محركات البحث ، و تدور الدائرة حول رقابنا نحن الاشخاص الباحثين عن فيديو محترم ورصين لنعرف الحقيقة .
لعنة الله على اليوتيوب و محركات البحث العنكبوتية
ملاحظة استدراكية : يقوم الاجانب بنفس الخدعة التي يقوم بها المتانقون اصدقائنا ، ولكن على سبيل الدعابة ، فيضعو فيديو له اسم جذاب و له صورة تجبرك على الدخول - مثيرة في الاغلب - وتجد ان الفيديو له مشاهدين بالملايين فتدخل انت ايضا ، لتجد ان صاحب الفيديو يتحدث في شئ اخر تماما ولكن للحقيقة مرتبط بعنوان الفيديو بشكل كوميدي يحبرك على الضحك على نفسك . شتان طبعا بين الغرض في الحالتين 
ملاحظة استدراكية رقم 2 : بعض الفيديوهات القليله جدا تكون ذكية ولماحة وبها فكره فعلا ، بالطبع تكون قصيرة ومكثفة ، هذا احقاقا للحق ولكن طبعا نسبتها الى الفيديوهات السخيفه هي نفس نسبة الطبخات الجيدة التي تطبخها زوجتي على مدار السنة الى الطبخات البشعة !!!
يبدو انني تعلمت الاستطراد المقيت من اولئك المتانقين عليهم الل ... 

هناك تعليقان (2):

  1. تصدق الفكره عجبتني اوي من كلامك عليها ، هاتي روزمة الورق يا بت الي جوه ، وسخني الكاميرا

    ردحذف